من عظيم الاعجاز في ديننا الحنيف أن اول مراتب الدين هي أركان الاسلام و هي لو تأملنا بحق إنَّما هيَ سلوكيات
ثم يتبعها ثاني مراتب الدين الحنيف و هي أركان
الايمان بصوره المتعددة العقدية و لو دققنا فأركان الايمان هي معتقدات
ثم يأتي أعلى مراتب الدين و هو الاحسان
حالةُ شعورية عاليةُ الوعي ، والاحسان من اعلى درجات المشاعر حيث يصل الانسان لمرحلة المواظبة على مراقبة ذاته سلوكياً لأنه اطمأنّ شعورياً بتسليمه لواحدٍ أحد صمد
موقنٌ أنه ملاقيه لا محاله في يوم من الايام في ساعةٍ محددةٍ محتومة ، ليُحاسبه هل أدّى السلوكيات عن قناعةٍ ليصل لاعلى درجات الشعور و التي تُحتمُ أن الله يراك و أنَّ جلَّ و علا موجودٌ .
العجيب في الامر أننا لكي نرقى في سلم ديننا الحنيف نحن و أبناؤنا فإنّ علينا أن نسير وفق سيكولوجية هذه المدرسة العظيمة ذات النبع الصافي و التي بكلماتٍ اخرى تقول لنا لا بدَّ ان يستوي السلوك كي تثبت المعتقدات لترقى المشاعر فيكتمل الدين فينا
التسلسل هذا يبهرنا و يثبت لنا أن الاحسان هذا الشعور الذي و لا اجمل و لا ارقى منه انما هو نتاجٌ لمعتقداتٍ صفت و ثبتت بعد الالتزام بسلوكياتٍ دون الملل من تكرارها و لا اليأس من مفعولها .
و الاجمل و الابهى أن السلوكيات ( اركان الاسلام) و المعتقدات ( اركان الايمان) تحتاج لاجل أن تجتاز فيها درجة النجاح أن تستشعر أن الله يراك في كل لحظة
و هنا يكمن الاحسان .. و هو الحالة الشعورية
فكي تصل لاحسن حالةٍ شعورية في اي أمر
ابدأ بتعديل السلوك فتثبت المعتقدات فيتحسّنِ الشعور
اسقط هذا على كل مشاكل الحياة
فإن كان هذا ينطبقُ على صُلبِ الدين الحنيف فهو بالتأكيد ينجح مع ما دونه …
عدل السلوك بوعي ، يبهرك ما بعده من ثبات المعتقدات ثم ارتقاء الحالةِ الشعورية ، التي هي مطلبُ و حلمِ كلِّ إنسان …
أ. أسحار بنت يوسف
مستشارة نفسية في الوعي
و مستشارة ادارية في الجودة و التطوير