عبدالعزيز السبيعي – عين الوطن
إن ما عشنا داخل مغامراته المتنوعة التي لمسنا بها روح جديدة للسعودية في الموسم السابق، يجعلنا في تيقن ودراية كاملة أننا سنواجه موسم قادم مدروس ومميز وذكي، فمنذ ليلة السبت الماضي بتاريح 12 من شهر أكتوبر ما شاهدناه كان فوق الخيال، تقنيات متطورة، صوتيات عالية الدقة، وتنظيم مميز ومخطط وواضح.
مازلنا نتذكر تلك الافتتاحية المتميزة لموسم الرياض السابق الذي جعلني شخصيًا أتراجع عن جميع رحلاتي الخارجية بحثًا عن الترفيه، بكل وضوح وجدت ترفيه عالمي في أرض بلادي وهذا حلمًا كان يراودني منذ طفولتي، حيث أنني وفي صغري كان خيالي جامح وتصوراتي عميقة والجميع كان يلاحظ هذا من ما كان يلتقي بي.
عندما نسافر لخارج البلاد وأحضر بعض النشاطات الترفيهية أتساءل بنفسي متى يكون لدينا مثلهم؟!
يشد بخاطري أفكار ويخبرني الجميع أننا غير مستعدون! لمثل هذه النشاطات الترفيهية وأننا شعب لا يهتم للترفيه!، كنت أغضب بنفسي وأحزن على مثل تلك الكلمات خصوصًا أن أغلب الحضور لتلك الفعاليات خارج بلادي هم من بلادي!.
إن ما شاهدته في الموسم السابق بعيني جعل قلبي يفرح ويبتهج، مازلت أتذكر حضوري لأول حدث ترفيهي في السعودية وهو “المصارعة الحرة” تفاعل الجميع وحماسهم جعلني أبكي فرحًا أثناء تواجدي في حلبة المصارعة، كان التنظيم محكم والشعب ملتزم والمصارعين سُعداء بتواجدهم في السعودية للمرة الأولى في حياتهم.
منذ تلك اللحظة وأنا موقن بأن هناك المزيد قادم لا محال، وهذا بالفعل ما حدث، توالت النشاطات الترفيهية شهر بعد شهر ولحظة بعد لحظة وأصبحنا نذهب إليها بحماس وشغف، نذهب إليها ونحن نعلم بأننا سنشاهد فعاليات ترفيهية متكاملة، توالت اللحظات وانتشر الترفيه واستمر النجاح يصعد يوم بعد يوم ولله الحمد.
حتى جاء الوقت للإعلان عن موسم الرياض في عام 2019، هُنا جف القلم وتوقف الجميع مستعدون لاستقبال هذا الحدث الجديد، ولا أخفي أنني كنت متخوف من ما قد يحدث، خوفي كان بمبررات وضعها الجميع من حولي بالتخويف والترهيب بشكل مبالغ به، ولكنني كنت دائمًا أقيس العمل على ما أعيش به خارج البلاد أثناء حضوري للنشاطات الترفيهية ومدى تاثيرها الإيجابي على الشعب.
وبالفعل حدث ما كنت متوقع والحمد لله نجاح باهر وصل إلى أقصى الكرة الأرضية، بل أننا أصبحنا في صفوف متقدمة بمستوى الترفية متجاوزين الكثير من المدن في العالم، عروض لم ولن نتوقع حدوثها، وحدثت، تفاعل وتأثير إيجابي شاهدناه في عيون الجميع، أتذكر أيام الموسم الفعلي كانت عيون الشعب سعيدة ومتفاعلة، وكان السؤال المكرر في كل أسبوع.
ما هو نشاطك نهاية الأسبوع القادم؟.
ولعل لغة الأرقام هي خير دليل على نجاح باهر تحقق حيث أنها وفي 3 أيام فقط منذ بداية الموسم الأول من موسم الرياض تباينت النسب وتحقق أكثر من 40٪ زيادة من مبيعات القطارات داخل السعودية، وما يزيد عن 90٪ من مبيعات الفنادق وعدد زوار تجاوز 200 ألف، قدم الموسم السابق ما يزيد عن 40 مطعم عالمي ولا يمكنني تجاهل أكبر مدينة ألعاب متنقلة ودورها الفعال في نجاح الموسم، ورقم أخير حيث أنني مهتم في ذكره في مقالي هذا وهو عدد الرحلات المدرسية للموسم تجاوزت 5000 رحلة مدرسية.
تلك الأرقام التي استمتعت في قراءتها ونقلتها لكم جعلتني أتذكر كل تفاصيل الموسم السابق مازلت أحتفظ ببعض الصور وأشاهدها يوم بعد يوم وأتذكر بها كم كان الترفية مهم للجميع ويدخل البهجة في قلوبنا، نعم أنا مستعد ومتأكد أن الجميع مستعد لخوض مغامرة جديدة وموسم جديد هذا العام 2024 بنظام والتزام وتفاعل ناجح بإذن الله.