بقلم : لانا مراد
كَمْ مَرَّ عَلَي مِنْ الزَمانِ يا تُرَى قَبْلَ أَنْ أُصارِحَ قَلَمِي عَنْ عِصْيانِهِ المُسْتَمِرِّ لِي، عَنْ عَدَمِ خُضُوعِهِ لِحُرِّيَّتِي المُطَلَّقَةِ فِي التَعْبِيرِ عَنِّي، كَمْ مَرَّ وَقْتٌ يا تُرَى لَمْ أَسْمَعْ فِيها نَحِيبَهُ عَلَى أَوْراقِي، وَرَمَيْتُهُ عُنُوةً فِي أَحَدِ الأركانِ، مُنْذُ مَتَى لَمْ أَحْتَضِنْهُ بَيْدايَ، وَأَخْبِرْهُ أَنِّي أَفْتَقِدُ أَلْوانَهُ عَلَى صَفَحاتِي، كَمْ اِشْتَقْتُ إِلَى نَسَقِ الحَدِيثِ بَيْنَنا وَكَلِماتِهِ الَّتِي يَكْتُبُها بِخَطٍّ مُتَناسِقٍ بِأَمْرٍ مِنِّي، حِينَ يَكْشِفُ الحَقِيقَةَ بِسُطُورٍ مُتَناسِقَةٍ، وَيَرْبِطُ بَيْنَ أَحْداثٍ مُتَناقِضَةٍ، وَيَكْتُبُ صَوْتَ صَرَخاتِي عَلَى شَكْلِ قِصَّةٍ رِوائِيَّةٍ، أَوْ أَبْياتٍ شِعْرِيَّةٍ، وَيَتْبَعُ فِيها قَواعِدَ اللُغَةِ العَرَبِيَّةِ، لِماذا يَأْبَى قَلَمِي أَنْ يَخْرُجَ عَنْ السَيْطَرَةِ، وَيَكْتُبَ الجُنُونَ فِي بُحُورٍ أَدَبِيَّةٍ، وَيَكْتُبَ بِأَعْرَضِ خَطٍ بأَنْ لا بَأْسَ إِنْ خالَفْنا بَعْضَ القَوانِينِ البَشَرِيَّةِ، وَخَرَجْنا عَنْ السَجِيَّةِ، وَتَحَدَّثْنا العِبْرِيَّةُ، لَعَلَّنا فِي الآخَرِ نَصِلُ لِتَوْضِيحِ المَعْنَى بِحُرِّيَّةٍ، لا بَأْساً إِنْ لَمْ تَكُنْ حَياتُنا وَرْدِيَّةً، وَواجَهْنا بَعْضَ المُشْكِلاتِ بِعُنْفُوانِيَّةٍ، وَلَمْ نَكُنْ دائِماً تَحْتَ ضَغْطِ المِثالِيَّةِ، وَنَتَوَقَّفُ عَنْ اِدِّعاءِ الكَمالِيَّةِ، وَكُنّا مُجَرَّدَ أَشْخاصٍ لَهُمْ حُقُوقٌ إِنْسانِيَّةٌ، تَتَبَعُ هَرَمَ ماسْلُو وَالاِحْتِياجاتِ البَشَرِيَّةِ، وَلا بأس من حزْنٍ عَلَى بعض الحَظاتِ المَقْضِيَّة، وَ كانت أَحْلامُنا خَيالِيَّةً، وكُنّا عَلَى أَرْفُفٍ مَنْسِيَّةٍ، وَلَمْ نَسْتَطِعْ التَحَدُّثَ بِعَقْلانِيَّةٍ، وَكانَتْ بَعضُ أَفكارنا سَوْداوِيَّةً، وكانَتْ الطُرُقاتُ تَبْدُوا مُزْدَحِمَةً، وَلٰكِنَّها فِي الحَقِيقَةِ خالِيَةٌ، لا بَأْسَ وَلا بَأْسَ فَنَحْنُ فِي دُنْيا فانِيَةٍ، يَرْعاها رَبُّ البَرِّيَّةِ.