بقلم : لانا مراد
كم مرةً بعثنا برسائل خلف تلك الشاشات التي باتت هي من تجمعنا في عالم افتراضي مزيف تكثر فيه التفاعلات التي تقل بالواقع بل قد لا تكون موجودة ،كم أضحت تلك المواقع هي المحرك الأساسي لكل شيء إنه عالم مفتوح تماماً قد تختلف فيه الصورة عن الواقع و الحقيقة، تلك المواقع التي سميت باجتماعية تخلوا منها، هي مجرد خوارزمية إلكترونيه برقمين صفر وواحد لغة برمجية بحته، لاتحوي مشاعر حقيقية، بل أضحت الآن مواقع التواصل الإجتماعي أحد القوى المؤثرة بالعالم، بل دخلت وتوغلت بداخل منازلنا للحد الذي جعلناها وسيله لكل شيء فمثلاً: لتعبيرنا عن الحب و الكره، فمن اكره الغيه من حياتي ببلوك ،أو أمسح ذكرياتنا -اي الصور التي تجمعنا- بنقرة زر اسمها (مسح او Delet) ،حقا كم هذا غريب!!!
بل اصبحت أيضاً مكان لكل من يريد الحديث والتعبير عن رأيه بدون أي رقابة علمية، وليس هذا وحسب فنحن لا نكف عن تفقد هواتفنا حتى في جمعاتنا ولقائاتنا على أرض الواقع مع الأهل والأصدقاء، نمسك هواتفنا نبدع بالتصوير بحجة الاحتفاظ بالذكريات، اصبحنا في زمن نريد تواصل لا صلة فيه، نريد حياة تختلف عن الواقع بل نريدها كما يصورها لنا الهاتف، وإذا مللنا من واقعنا نهرع الى هواتفنا .
لربما تلك المواقع التي جمعتنا بالبعيد ،هي ذاتها من أبعدتنا عن القريب ،تلك الصورة التي التقطناها في لحظة السعادة للذكرى هي نفس الصورة التي انشغلنا بها في هذه اللحظات ولم نستمتع فيها، وصديقي ذلك الذي امطرته بالايكات و التفاعلات هو ذاته الذي قد لا اراه ولا اسأل عنه بالواقع . .
وفي الختام موضوع كهذا شائك جداً ،وعند بدأ الحديث فيه لا يمكن ان أنهيه، لأن تلك المواقع هي بحد ذاتها لها مميزات كثيرة جداً كما لها عيوب، لربما خصصت في الذكر هنا العيوب وحدها ولكن هذا لا يجعلني أنفي بأن لها الكثر من المميزات التي لا حصر لها .