بقلم : عبدالعزيز السبيعي
لا يتعلق طول العمر فقط بمدة حياتك، بل بمدى جودة حياتك مع تقدمك في العمر. من هنا، ينطلق هذا المقال الذي باشرت في كتابته بعمق شديد ملخصًا به أهم الأسباب وراء نجاح خطة العمر الطويل، بدون خلاف بما يقتضي القدر بلا شك، ولكن لا مانع من الخوض فى تفاصيل هذه الرحلة العمرية، فمثلًا نجد في دول الشرق الأسيوي أشخاص تجاوزت أعمارهم الستين بصحة جيدة مقارنة مع أولئك في الدول العربية، بهذا المسعى بدأت الأفكار تتزاحم في مخيلتي.
لماذا؟!
وما هو السر؟!
البحث كان لمدة تجاوزت الأسبوع وفي مختلف اللغات حتى أنني استعنت بزملائي الصينيون بترجمة بعض المواقع الإلكترونية المختصة بهذا الجانب.
تشخيصات دقيقة:
نعم وبالفعل هناك الكثير من الاختلافات بيننا وبين ما يتم استخدامه في الدول الأسيوية، والغريب بأنه ومنذ سنوات العشرينيات يبدأ الأسيويين بمتابعة تلك التشخيصات المشددة والتي تستخدم أحدث التقنيات المصممة لتقييم العوامل الصحية الرئيسية التي تؤثر على طول العمر. ويشمل ذلك قياس الفرق بين العمر الخلوي والعمر التقويمي، وتحديد مستويات الالتهاب، واكتشاف المعادن الثقيلة السامة في الجسم، والكشف عن قدراته على إزالة السموم. وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من التعب أو ضعف المناعة، يتم الكشف عنها من خلال لوحة المغذيات الدقيقة الموضحة لمستويات تفصيلية حول امتصاص العناصر الغذائية، وتحديد أوجه القصور أو الزيادة في الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الأساسية.
الجدير بالذكر هنا هو وجود خطة صحية لكل شخص مبنية على ركائزها الخمسة للصحة التكاملية:
1-التمرين الرياضي المخفف.
2-التغذية الصحية المتوازنة.
3-الراحة والنوم الكافي.
4-إدارة الإجهاد وتعلم الهدوء.
5-الالتزام بالعلاجات الترميمية.
وتستخدم هذه الحلول المتكاملة نهجًا مستهدفًا في حياة كل شخص، ومنذ سنواته العشرينية بالاضافة إلى التعديلات والمكملات الغذائية المصممة خصيصًا لاستعادة التوازن وتحسين وظائف الجسم.
الرؤى الواضحة والتكاملية:
هناك جانب مختلف يجب أن أكتب عنه كذلك وهو لجميع الاشخاص بلا استثناء ويتم إدراجه مباشرة في سجلاتهم الصحية عبارة عن رؤى شاملة حول صحتهم من خلال اختبارات تشخيصية متقدمة يعملون بها كل مدة من الزمن أو في حال الحاجة، مما يوفر خطوات عملية لتعزيز الصحة البدنية والذهنية للجميع. وتشمل:
* اختبار تكوين الجسم: يكسب فهمًا تفصيليًا لكتلة العضلات، وتوزيع الدهون، وإجراء تعديلات واعية عن نمط الحياة.
* اختبار شامل لنظام الدم: يكشف العلامات المبكرة للأمراض المزمنة مثل مرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وخلل شحميات الدم للوقاية الاستباقية.
* اختبار إلكتروليت الدم: يحافظ على توازن السوائل الأمثل، ودعم الوظائف الحيوية مثل أداء القلب والأعصاب والعضلات من خلال تقييم مستويات الإلكتروليت الرئيسية.
* تحليل المغذيات الدقيقة: يحسن من صحة الخلايا خلال معالجة أوجه القصور، أو الزيادة في الفيتامينات والمعادن، ومضادات الأكسدة.
* اختبارات وظائف الكلى والكبد: يضمن عمليات إزالة السموم الفعالة لصحة التمثيل الغذائي على المدى الطويل، ويقوم بدور فعال في تصفية الفضلات.
* اختبار الأجسام المضادة: يوضح رؤى حول وظيفة المناعة، من خلال قياس مدى فعالية جسمك في مكافحة مسببات الأمراض والخلايا السرطانية.
* اختبار صحة الأمعاء والميكروبات: يعزز من وظيفة المناعة ويعيد التنوع البيولوجي في الأمعاء، وهو أمر حيوي لصحة الجهاز الهضمي والصحة التكاملية بشكل عام.
* اختبار مستوى الهرمونات: يعيد هذا الاختبار التوازن الهرموني ومعالجة القضايا المتعلقة بالمزاج، والتمثيل الغذائي، ومستويات الطاقة، من خلال تقييم تقلبات الهرمونات بدقة.
* اختبار حساسية الطعام: يحمي من الأعراض السلبية ويحسن الخيارات الغذائية، من خلال تحديد الاستجابات المناعية لأطعمة معينة.
* المؤشرات الأيضية والالتهابية: يكشف العلامات المبكرة للاضطرابات الأيضية، ومشاكل القلب، والأوعية الدموية، والالتهابات المزمنة، مما يوفر الأساس للتدخل المبكر والوقاية من الأمراض.
* اختبار البول العضوي: يفهم هذا النوع من الاختبارات مدى كفاءة الخلايا في إنتاج الطاقة من العناصر الغذائية، مما يوفر رؤى حول الوقاية من الأمراض الانحلالية.
* اختبار المعادن الثقيلة السامة: يمنع التعرض للمعادن الثقيلة الضارة، ويعزز من عمليات إزالة السموم اللازمة لتحسين الصحة على المدى الطويل.
* اختبار العمر البيولوجي: يهتم هذا الاختبار في تحديد قرارات واعية أكثر بشأن صحتك من خلال تقييم عمرك البيولوجي، بناءً على طول التيلومير، مما يوفر رؤية أكثر وضوحاً لعملية الشيخوخة في جسمك.
* فحوصات السرطان: تقييم تلك الفحوصات خطر الإصابة بالسرطانات الشائعة بشكل استباقي، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم، والكبد، والبنكرياس، والبروستات، والمبيض، والثدي وغيرها، مما يوفر لك الكشف المبكر وراحة البال.
في الختام يمكننا كسب الفائدة من هذا الموضوع بما يخص أهمية التحاليل الدورية، والتغذية السليمة، وممارسة الرياضة اليومية، وكذلك لا بُد من الراحة النفسية، والنوم الكافي، وغيرها من الأنشطة اليومية الصحية، ومن وجهة نظري المتواضعة فأننا نفتقد تلك المبادئ الأساسية للحياة، وخصوصًا التغذية السليمة.
أسأل الله لي ولكم دوام الصحة والعافية، وأن يطيل الله في أعمارنا ونحن بصحة جيدة بإذن الله.