دعت منظمة الصحة العالمية اليوم الأطراف المتحاربة في الشرق الأوسط إلى احترام الحق في الحصول علي الرعاية الصحية، بمنأى عن التسييس والهجمات، مطالبة الجهات المانحة بتوفير التمويل للاستجابة لحالات الطوارئ الصحية في إقليم شرق المتوسط .
وقالت المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي في مؤتمر صحفي إن الإقليم يشهد أحداثاً جسيمة فاقمت من التحديات وحالات الطوارئ، بدءاً من اكتشاف سلالات من شلل الأطفال في عينات من البيئة في غزة في دير البلح وخان يونس، والمجاعة في شمال دارفور وخطر انتشارها إلى مناطق أخرى في السودان، وموجات الحر والفيضانات التي تبرز آثار تغير المناخ، وتعطل حياة الناس وسبل عيشهم، وتؤدي إلى انتشار الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك.
وأشارت إلى إجلاء المنظمة 100 مريض من غزة للعلاج في بلجيكا وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة، مشيرة إلى أن عملية الإجلاء كانت شاقة جداً نظراً لإغلاق المعابر.
ودعت إلى فتح معبر رفح وغيره من المعابر لتسهيل إجلاء المرضى ووصول الإمدادات، حيث يوجد عشرة آلاف مصاب ومريض في القطاع يحتاجون إلى العلاج في الخارج، مشددة على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وتوفير البيئة اللازمة لقيام المنظمة بحملة تلقيح واسعة ضد شلل الأطفال تستهدف 500 ألف طفل، وضمان سلامة سلاسل تبريد اللقاحات ووصولها.
وحذرت من انتشار الفيروس إلى بلدان أخرى ما لم يتم التحرك العاجل لإتمام حملة التلقيح.
ومع التطورات الأخيرة في المنطقة وخطر وقوع صراع اوسع نطاقا، قالت الدكتورة حنان بلخي، إن منظمة الصحة العالمية تعكف على إرسال الإمدادات الطبية الطارئة إلى لبنان، وعززت قدرات المستشفيات لمواجهة الإصابات الجماعية، ووفرت لوازم إسعاف المصابين، كما تضع المنظمة خطّط طوارئ للبلدان الأخرى في المنطقة بما فيها الأردن وإيران.
وأشارت إلى حالة انعدام الأمن الغذائي في السودان، وإعلان المجاعة في شمال دارفور، وخطر اتساع المجاعة إلى مناطق اخرى في البلاد، داعية إلى فتح المعابر لوصول المساعدات الإنسانية إلى السودان، خاصة معبر ادري على الحدود مع تشاد، حيث إن عشرة ملايين من الأشخاص نزحوا من ديارهم بسبب العنف والقتال، ما جعل السودان يمثل أكبر أزمة نزوح في العالم.