بقلم : لانا مراد
لقد قرأت العديد من الكتب تحت عناوين مختلفه لكتاب مختلفين لثقافات كثيرة ومن وجهه نظري توصلت بأن أغلب كتب علم النفس ولربما احيانا التنمية البشرية (التي لا أؤمن بها كثيرا) اتفقوا على نقطه معينه الا وهي ان الإنسان مجموعه من الأفكار وان اصعب حرب يقودها الإنسان هو حربه مع ذاته وأفكاره، فإذا كان الإنسان يخاف مما يجهل فكيف بمن يجهل نفسه ؟؟ بمن لا يعلم بإجابته عن سؤالين بسيطين من أنا؟ ولما أنا؟ و كيف يمكنني ان اتغلب على افكاري وان اسيطر عليها؟ وأن لا اجعلها هي من تسيطر علي؟ وحقا اصدق مقوله قرأتها للفيلسوف الصينى لاوتسو
راقب افكارك، لانها ستصبح كلمات، راقب كلماتك، لانها ستصبح افعال، وراقب افعالك لانها ستتحول الى عادات، راقب عاداتك لانها تكون شخصيتك، راقب شخصيتك، لانها ستحدد مصيرك
الفكرة ينتج عنها شعور و الشعور يؤدي الى سلوك واذكر هنا فكرة الفيلم inside out الذي بسط لنا ما اتحدث عنه بفيلم انمي جميل .
الفكرة مخزنه في الدماغ في الاوعي هي بمثابه مرجع لنا و نبدأ بتخزين الأفكار من عمر صغير وسلوكنا في الكبر ينتج من فكرة كانت موجوه في الصغر فالطفل ذو عمر الخمس سنوات الذي صرخ عليه والده عندما اشتكى منه احد الجيران (على الرغم من ان الطفل لديه الحق) ولم يستطع هذا الطفل الرد على حقه امام والده هو نفسه ذلك الشاب الذي صرخ عليه مديره عندما قصر في عمله قليلا على الرغم من ظروفه القاصرة وان الحق يكمل معه ولكن بلا وعي تخزن فكرة الخوف لدى الطفل فنتج عنها شاب يخاف ايضا ولا يعرف الرد حتى عند ابسط حقوقه فالفكرة الأولى في الاوعي هي وحدها من تطفوا على السطح في مثل هذه المواقف وما هذا الا مثال بسيط وهناك الكثير .
فجهلنا بأنفسنا و بأفكارنا و بمعتقداتنا ينتج عنها تشوهات معرفيه تؤثر على حياتنا بل وعلى تعاملاتنا مع انفسنا و مع الأخرين فقبل أن تتعامل مع الناس و تتعرف عليهم تعامل مع نفسك تعرف عليها فهي حقٌ عليك فكل شخص يجهل بنفسه سيصبح مع الوقت مقلد للأخرين نسخه منهم بل وهذا ما ينتج عنه شخصية ضعيفة سهله تنجذب مع التيار وخصوصا في زماننا هذا الذي طغى عليه عالم الإلكترونيات بل واصبح يتحكم فيه.
فالنتفكر .
“اللهم أعوذ بك ،من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءً، أو أجُرُّهُ إلى مسلم”
“اللهم أعِنّي عَليَّ فَإنِّي عَدوِّي، و أنت عَليمٌ بِكُلِّ الخَفايا”
“اللهمَّ آتِ نفسي تقواها، وزكِّهَا أنت خيرُ من زَكَّاهَا، أنت وَلِيُّهَا ومولاها، اللهمَّ إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نَفْسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها”.