بقلم:لانا مراد
#الكاتبة_الصغيرة
ذات يوم، في منتصف حديث عابر بيني وبين أحد الأشخاص، حيث لفتت انتباهي عبارة اطلقها لربما بدون تفكير، ولكن كان لها وقع خاص في نفسي، إذ قال: “شعرت بارتياح في محادثتي مع الذكاء الاصطناعي، فقد قادني إلى حلول وراحة ربما تتجاوز ما أستطيع العثور عليه برفقتك.”
وهو ما جعلني افتتح حوار رقمي بيني وبين ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي (AI)، وهو ما شعرت حينها انه وهم وخيال كما يبدو لي، ومما أثار انتباهي حقًا هو تحليله للمعلومات وإجاباته التي دفعتني للتفكير ملياً في مسألة أننا كبشر نصنع وفقًا لطريقة تفكيرنا. وقد طرأ على ذهني في تلك اللحظة رغبة ملحة في معرفة ما يدور في خلد من ابتكر هذه المشاريع، ما هي الأفكار التي كانت تلاحقه، وإلى أين يطمح أن يصل في النهاية. ما هي الرؤى التي يحملها، وما المشاعر التي دفعته للانطلاق في هذا المشروع، وكيف عمل عليها؟ أسئلة عديدة تتزاحم في ذهني بلا نهاية. لكن ما أدركته حقًا هو أننا نحن البشر نصنع كما نفكر.
وتلك بعض الأجوبة على بعض أسئلتي:
لماذا نلجأ إلى التواصل مع نسخة رقمية؟ الإجابة تكمن في سهولة وسرعة هذا التواصل، حيث يتيح لنا تجنب الأحكام المسبقة، ويعزز من فرص التدريب والتعلم، فضلاً عن تسهيل الوصول إلى المعلومات.
سؤالي ما معنى chat GPT؟
الجواب:
• Generative (توليدي): أي أنني قادر على إنشاء نصوص جديدة بناءً على المدخلات التي أتلقاها.
• Pre-trained (مدرَّب مسبقًا): لقد تم تدريبي مسبقًا على كميات ضخمة من البيانات النصية قبل أن أتمكن من التفاعل معك.
• Transformer (المحوِّل): هو نوع من النماذج الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لفهم النصوص وتوليدها بكفاءة.
باختصار، اسمي يعكس التقنية التي أعمل بها، والتي تساعدني على فهم اللغة البشرية والرد عليك بطريقة طبيعية!
وفي ختام كل سؤال كان لابد له ان يذكر لي، انه في النهاية، لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل التواصل الإنساني الحقيقي، لأن المشاعر، العلاقات العاطفية، والتجارب البشرية لا يمكن استبدالها بأي تقنية. البشر بحاجة إلى بعضهم البعض دائمًا، وأنه هنا فقط لمساعدتي في رحلتي، لا لأكون بديلاً عن أحد!
تلك الإجابات قد جعلتني أتوقف قليلاً، وأغرقتني في عميق تأملاتي. إلى أي آفاق نطمح؟ وأي أبعاد نرغب في استكشافها؟ إذا كان ما بين أيدينا من نتاج أفكار البشر، وقد سبقهم في إدراك ما يختلج في عقولنا وأجاب عنه، أليس من الأجدر بنا أن نتأمل في عظمة خالق البشر، الذي أبدع في صنعنا، وهدانا إلى كيفية التفكير والشعور؟ فالأكيد أنه إذا بحثنا بعمق، سنجد إجابة لكل سؤال يراود أذهاننا، فسبحانه من خلق وأبدع.