١٥ يومًا من شهر رمضان المبارك قضاها زوار فعالية “بسطة خير السعودية”، بين أجواء رمضانية أعادتهم إلى الزمن القديم عبر تفاصيل كثيرة احتضنتها الفعالية بين أسوار حديقة وممشى حراء بجدة.
أبرز تلك التفاصيل، أظهرها قرع طبل المسحراتي والأهازيج المصاحبة له، في وقت يرى فيه سلطان نصّار “مسحراتي بسطة خير السعودية”، أن تجسيد المهن القديمة في الفعاليات الرمضانية من شأنه أن يساهم في الحفاظ على تاريخها من الاندثار.
ويقول: ” تفاعل الأطفال بشكل كبير معي خلال أيام الفعالية، وكانت أمامي فرصة لتعريفهم بأهمية المسحراتي قديمًا، واعتماد الناس عليه لإيقاظهم كي يتناولوا سحورهم في زمن يخلو من المنبهات والأجهزة”.
ويجاور المسحراتي في “بسطة خير السعودية”، بشير، الذي جسّد مهنة “السقّا” لأنه يرى بأنها أكثر المهن القديمة التي تلائمه.
ويشير إلى أهمية هذه المهنة قديمًا، لا سيما وأنها ارتبطت في جدة ومكة المكرمة بسقاية ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين.
ويضيف: “ردود أفعال الزوار كانت رائعة، حيث أحمل جرّة مملوءة بالماء البارد، وأسقيهم منها لألطّف عليهم أجوائهم خلال تجولهم وتسوقهم”.
وكل ما عاشه زوار الفعالية، يقف خلفه نحو ١١ شاب وفتاة، من المتطوعين، مهامهم تتمثل في تنظيم الموقع والدخول والخروج، لينعم الحضور بتجربة مميزة، إذ بدأوا للتجهيز منذ شهر شعبان بورش عمل واجتماعات لتوزيع الأدوار.
عبدالرحمن ومحمد وجمال، تولوا مهام مساعدة أصحاب البسطات في حمل الأغراض ومراقبتها، إلى جانب إرشاد الأطفال وترغيبهم في المشاركة للعب ألعاب قديمة كانت رائجة في أحياء جدة وأزقّتها العتيقة.
وفي الوقت الذي اكتسبت فيه رهف مهارات متعلقة بطريقة التعامل مع شرائح متعددة في المجتمع، عدا عن سرعة اتخاذ القرارات، تؤكد نداء، أن أثر مشاركتها في تنظيم فعالية “بسطة خير السعودية” امتد حتى إلى حياتها الشخصية، وتضيف: ” تعلمتُ الصبر والتحدث بلباقة، كما أصبحتُ أبادر بشكل أكبر لمساعدة الآخرين”.
وبانتهاء شهر رمضان الكريم، تسدل “بسطة خير السعودية” الستار، على قصص كفاح سطرتها أكشاك وبسطات المشاركين والمشاركات من الفئات الأشد حاجة في المجتمع، دون إغفال جمع كل الملاحظات لمعالجتها، إلى أن يحين رمضان المقبل فتنطلق المبادرة بنسخة جديدة وحلة أبهى.