مقال بقلم : أمل يونس
لطالما نادى الشارع الحكيم بموافقة القول للعمل؛
لذا نجد أنَّ مهما كان للقول من تأثير فإن الفعل أقوى تأثيرًا، ومخالفة القول للعمل محل استنكار في الدنيا، وسبب للعقوبة في الآخرة -والعياذ بالله- وإن من الأخلاق التي حث الإسلام عليها أن يكون المؤمن قدوة صالحة فيما يدعو إليه ،
والتَّوحيد عند المسلمين يعتبر محور العقيدة الإسلاميّة، بل محور الدِّين كلّه، لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ٢٥﴾ [الأنبياء:25]،وكذلك النطق بكلمة (لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله) بوابة الإسلام!! وبها يصل المسلم إلى مدارج التوحيد ،ويرتقي في مراقي العبودية، إلى أن يؤول به الحال عند عتبات الجنان بين روحٌ وريحان وربٌ راضٍ غير غضبان.
وإن من الألاء العظيمة التي شُرِفَ بها أئمة وملوك هذه الأرض المقدسة منذ تاريخ الدولة السعودية الأولى، رفع أول راية سعودية خضراء، مكتوب عليها “لا إله إلا الله محمد رسول الله” وهذا برهانٌ لارتباط القول بالعمل لدى كل مواطن سعودي منذ عهد الأجداد وصولًا للعهد الزاهر عهد الآباء والأبناء وحتى عهد الأحفاد الطموح -بمشيئة الله تعالى-و يُعد ارتباطًا وثيقًا بطبيعة الحال.
والجميل ما يمثله العَلَم من القيم والمبادئ التي توضح ما قامت عليه المملكة العربية السعودية ( التوحيد، والعدل، والإسلام) خلال الدولتين السعودية الأولى والثانية تحت مسمى الراية والبيرق.
وفي 11 مارس 1937، بعهد الدولة السعودية الثالثة أصدر الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- أمره بالموافقة على قرار مجلس الشورى الذي أقر فيه مقاس العَلَم السعودي وشكله الذي نراه اليوم (مستطيل الشكل عرضه يساوي ثلثي طوله) متمتعًا بعدة خصائص:
– اللون الأخضر: والذي يرمز إلى الخير والنماء والخصوبة، وهو لون يرتبط بالسلام والإيمان.
– الشهادة: تتوسط العلم السعودي الشهادة الإسلامية “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وهي رمز للعقيدة الإسلامية ووحدة الأمة الإسلامية، مكتوبة بخط الثلث الأبيض.
– السيف: يرمز السيف إلى العدل والأمن، كما يرمز للقوة والسيادة الوطنية، وكذلك يدل على قوة الدولة السعودية ومناعتها وقوة جيشها وتاريخها العريق. ويظهر السيف في العلم تحت نقش “الشهادتين” وقبضته موجهه نحو السارية.
وإنَّ تجلِّي سقف الفخر والفرادة بهذا العلم على المستوى العالمي يدعونا جميعًا للاعتزاز، وتحمل المسؤولية الكبيرة تجاه مدلولاته !!
والجدير بالإهتمام، أن “العلم السعودي ” هو الوحيد الذي يسهل تمييزه عن غيره من الأعلام كيف لا، وهو الرمز الخالد المجسد للتاريخ الإسلامي العريق، فعلمنا هو عزنا وسؤددنا وفخارنا عبر العصور، بيدَ أن العلم تعريف بالإنسان والأرض التي ينتمي إليها، فيرفعه المواطن السعودي تعبيراً عن الحرية والسيادة والكرامة الوطنية والإنسانية. ويُعزى الاحتفال باليوم العالمي للعلم في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- في اليوم ١١ من شهر مارس من أجل السلام والتنمية، ولما في ذلك من ترسي الارتباط الوثيق بين المواطن وعلم البلاد كل عام بـ اسم (يوم العلم) فيُرفع في جميع المناسبات الوطنية الرسمية تعبيرًا عن الوحدة والتضامن بين أبناء الشعب السعودي.