غالبا ما تحقق الرحلة الاستثنائية عبر زمان ومكان تجسيداً للمستقبل بألوان الإبداع والتفاؤل، وهذا ما حققه معرض “السفارة الافتراضية”، الذي ينظمه مركز فناء الأول التابع لوزارة الثقافة السعودية، بشغف وحماس في قلب العاصمة الرياض، ليقدم لزواره تجربة فريدة تجمع بين الفن، الثقافة والخيال العلمي، مع فنانين محليين ودوليين يروون قصصاً ملهمة عن مستقبل ينبض بالحياة، وبين تركيبات فنية وأعمال فيديو تنقلنا إلى عوالم مدهشة تحمل رؤى متنوعة لما قد يكون عليه عالمنا بحلول العام 2040.
معرض “السفارة الافتراضية” المُقَام في مركز فناء الأول بحي السفارات بالعاصمة الرياض استمرت فعالياته تحت شعار “الآن في المستقبل”، حيث يستمر المعرض حتى الأول من سبتمبر المقبل، بمشاركة فنانين محليين ودوليين، ووسط حضور لافت من المهتمين بالثقافة والفنون والخيال العلمي.
وفي حديثها عن المعرض أكدت المشرفة والقيمة الفنية على فعاليات المعرض سارة المطلق للعربية .نت أن المعرض يمكن زوّاره من خوض تجربة مستقبلية وفنية لا مثيل لها حيث يجمع بين التركيبات الفنية وأعمال فيديو والتصوير الفوتوغرافي والوسائط المطبوعة.
رحلة في المستقبل
وتضيف المطلق، يقدّم المعرض ـ الذي تمَّ افتتاحه يوم الأربعاء 15 مايو 2024م ـ تصورات لمستقبل البشرية من عدسة الاقتصاد والذكاء الاصطناعي والأنثروبوسين (حقبة التأثير البشري وهي حقبة يعود تاريخها إلى بداية التأثير البشري الكبير على جيولوجيا الأرض والتقنية)، عبر أعمال فنية تتنوع بين أعمالٍ تركيبية وأعمال فيديو وتصوير فوتوغرافي ووسائط مطبوعة، تتجسد رؤية الفنانين للمستقبل.
ويغوص الزوّار في رحلة تأملية تقوم في جزء كبير منها على الخيال من أجل استشراف النظم التي تربط مجتمعاتنا حيث يتولى ستوديو GGSV الإشراف على السينوغرافيا، ويمثّل المعرض فضاءً عائمًا في زمان ومكان خياليين، حيث يأخذ زوّاره في رحلةٍ إلى المستقبل، وتحديدًا إلى العام 2040، على متن القمر الصناعي Space-X، وهناك يستكشف الزوّار مآل البشرية في ظلّ المخاطر البيئية والتحديات الاقتصادية المتعددة التي تواجه العالم آنذاك، كما يستكشفون تبعات تدخلات الذكاء الاصطناعي في الحياة البشرية، يطرح المعرض سؤالاً إشكاليًا؛ وهو “هل يعُوزنا بُعد السنوات الضوئية لرؤية مستقبلنا القريب”، وهو بطريقة استشرافية للمستقبل يحثّ الزوّار على التأمل في مستقبل عالمنا وإعادة النظر في كيفية تشكيله.
تجربة إبداعية فريدة
وتوضح يقدم المعرض تجربة إبداعية فريدة من نوعها، ويشارك فيه فنانون من السعودية والكويت ومصر وفلسطين والبوسنة وزامبيا وبلجيكا، حيث تقدم أعمالهم رؤىً متنوعة لمستقبل عالمنا، وتطّرق لقضايا مهمة تشكّل عالمنا اليوم مثل التغير المناخي، والذكاء الاصطناعي، والهجرة، والهوية، وبالتالي يعدّ المعرض بمثابة سفارة أو منصة تنقل الزوار إلى مستقبل يتأملون فيه التحوّلات والتصدّعات التي يعيشها عالمنا اليوم وتؤثر على مستقبلنا.
تُعدّ الإضاءة عنصرًا أساسيًا في المعرض فهي تساهم في خلق جوّ وروحية المعرض، وإبراز جماليات الأعمال الفنية المعروضة، وخدمة السردية من خلال لعبة الإنارة والظل، ومن أبرز الفنانين المشاركين بأعمالهم في المعرض: دينا سروجي، عباس زاهدي، أسيل اليعقوب، أحمد حمود، نولان أوزوالد دنيس، لانا كماجكانين، عهد العامودي، بيتر بوغاتشيفيتش، فيديريكو أكياردي، نايف القبة، ضياء مراد، جيري غال، ستديو فاي.
فناء الأول
يُقَام المعرض في مركز فناء الأول بحي السفارات بالرياض، ويُعد فناء الأول مركزًا ثقافيًا متكاملًا مخصصًا لاحتضان المفكرين والمبدعين وأصحاب المواهب الإبداعية المتعددة، عبر مساحات متنوعة يوفرها للمعارض الفنية وورش العمل والبرامج والملتقيات الثقافية، إلى جانب الفضاء الثقافي والمعرفي الذي يُتيحه لزواره من مختلف الشرائح.
ويسعى فناء الأول إلى تحقيق 4 أهداف رئيسية، وهي أن يصبح مساحةً للمفكرين المبدعين، عبر تشجيعهم ودعوتهم للمشاركة في نشاطات المركز وتقديم مجموعة واسعة من البرامج الغنية والمتنوعة المناسبة لهم، وتعزيز التعاون بـين الثقافات وتحفيز المجتمعات المختلفة على التلاقي وتعزيز فـرص التعاون والتواصل والحوار بين الثقافات، لهدف تشكيل بـيئة مثالية لتوليد الأفكار الإبداعـية الجديدة، كما يهدف إلى غرس حس الاستكشاف والاكتشاف داخل المجتمع الثقافي والفني المحلي عبر استعراض الممارسات الإبداعية والفنية في المجتمعات المختلفة، ويسعى أيضا إلى دعم المشهد الفني المحلي في المملكة العربية السعودية والارتقاء به عبر تقديم نفسه كمرجع للفن والفنانين المحليين، ودعم رحلتهم الفنية ومساعدتهم على التعبير عن رسالتهم من خلال أعمالهم الإبداعية.