د.طلق المسعودي
إِذا لَم يَكُن عَونٌ مِنَ اللَهِ للِفَتى
فَأَكثَرُ ما يَجني عَلَيهِ اِجتِهادُهُ
نحن لا نعرف مالذي قد يصيب الإنسان في حياته؟، وماهي الظروف التي يمر بها ؟ نرى وجهه البشوش وجسده المتُأنق بملل، دون أن ندرك المعارك اليومية التي قد يخوضها بمفرده ويكون من الداخل مُنهك القُوى خائر العزيمة، قد أنهكته الأيام واضناه كدرها وهمها ، وقلة صفوها، وهو ينتظر ويراقب بعينيه الباهتة بين الحين والآخر كالعاجز الذي لم يعد يعرف من أين ستأتي القاصمة، يراقب هذه وتلك ويتساءل من أي باب ستخرج ؟ هذا اذا وجدت باباً أصلاً لتخرج منه ، كل ما هناك ثقوب صغيرة بالكاد يتنفس منها بعض النسائم العليلة على قلتها.
ويختلف تعاطي كُل إنسان مع هذه المعارك المُتشابهة في شدتها المخُتلفة في تفاصيلها، فالبعض يملك الصلابة والجلادة وقوة الشكيمة التي تُعينه على عبور تلك الأيام بسلام وتصبح من الماضي، ومنهم من يملك من الكبرياء والكرامة ما يمنعه من الركوع والخنوع لتلك الأيام فتجده يُقاتل بإستماته وقد يخسر الكثير خلال ذلك إلا أنه في النهاية يُقيم الأمور فتستقيم وفقًا لمبادئه لتعود مياهه رغمًا عنها لمجاريها الصحيحة، ومنهم من لا يملك الشجاعة ولا الكبرياء فتدهسه الأيام وتمضي فلا هو كسب نفسه ولا هو كسب أيامه.
وهكذا كلما تخلى الإنسان عن كبرياءه المحمود كلما نقصت نفسه في عينه، وذُلت كرامته في نظره وأزداد نقصانًا يومًا بعد يوم حتى يموت خانعًا ذليلاً ، فقتل النفس لا يأتي في يوم وليلة يا ساده ولكن يكون على مدار سنوات وما تراه في النهاية ماهو إلا نتيجة لكل تلك الخيبات والطعنات التي من هنا وهناك .
نحن جنود في معركة الحياة وكُل منا يُقاتل على شاكلته، وخاتمتنا معروفة ولن نفر منها، ستموت في نهاية الأمر تاركًا خلفك أثرك خير كان أو شر، ولكن حين تموت مُت على الأقل واقفًا كما تموت النخيل شامخةً
مت بكبريائك
مت بعنفوانك
مت بكرامتك
مت ولا تخسر نفسك
مت ولا تمت
——–
`إنه ربي أحسن مثواي’