انطلق مهرجان المسرح الخليجي في دورته الرابعة عشرة، الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض، أمس الثلاثاء، بعد انقطاع دام 10 سنوات.
سلطان البازعي، الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، وخلال المؤتمر الصحافي، ذكر أن تنظيم السعودية للمهرجان بعد توقف لسنوات يعد حدثًا هامًا يجمع فناني ومثقفي دول الخليج، متمنيًا أن يكون انعقاد المهرجان في الرياض “بداية لعودة العمل المسرحي الخليجي المشترك”.
وأشار البازعي إلى أن الهيئة تعمل على تطوير المهرجان والمسرح السعودي ضمن استراتيجيتها لاستضافة المهرجانات الدولية وإثراء المشهد المسرحي السعودي والخليجي، وتعزيز مكانته على المستويين المحلي والدولي، نظرًا لأهمية المهرجان في إبراز ثقافات دول مجلس التعاون.
وكشف أن هناك دراسة جارية حاليًا لتطوير نظام المهرجان بهدف تحسين الأداء المسرحي ودعم الفرق الأهلية، وكذلك لتشجيع النشاط المسرحي على الاقتراب من الجمهور وتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي، فمسؤولية تطوير النشاط المسرحي في دول الخليج تقع على عاتق الجهات المسرحية في كل دولة، والهيئة تواصلت مع هذه الجهات ووجدت لديهم استعدادا للتطوير.
الموقع الطبيعي للفرق المسرحية
من جهته، أوضح رئيس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خالد الرويعي، أن المقومات الفنية والمهارية متوفرة لدى الفرق المسرحية الأهلية، إلا أن تحقيق “الموقع الطبيعي” لهذه الفرق يتطلب وجود حاضنات ومقرات ملائمة، بالإضافة إلى التمكين المالي والإداري، لافتاً إلى أنه بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، نذلل العقبات أمام الفرق المسرحية، حيث توجد استجابة لافتة ومهمة من قبل المسؤولين في قطاع المسرح للعمل سويًا لتجاوز هذه التحديات.
حلول مبتكرة
وأضاف الرويعي: الدعم المالي من أبرز العقبات التي تواجه الفرق المسرحية في دول الخليج، ونسعى كفنانين إلى تطوير آليات وحلول مبتكرة بالتعاون مع الإدارات المسؤولة عن المسرح لتعزيز الاستقلالية المالية والإدارية لهذه الفرق، وأن تحقيق هذه الاستقلالية يتطلب من الفرق تطوير مهاراتها الإدارية وتبني استراتيجيات وخطط فعّالة، وهناك فرق استطاعت التغلب على بعض التحديات التي تواجه الفرق المسرحية، انطلاقًا من تبني فكر إداري مختلف ومبتكر، وهناك نماذج ناجحة في الإمارات والسعودية.
وكشف الرويعي: تم رفع قيمة الجوائز المالية في مهرجان المسرح الخليجي بنسبة 100% مقارنةً بالدورات السابقة، وذلك تحفيزًا ودعمًا للفرق المسرحية المشاركة، وأقل جائزة نقدية هي 10 آلاف ريال.
من جهته، أوضح خالد الباز، المدير العام لمهرجان المسرح الخليجي، خلال حديثه مع “العربية.نت”: استضافة السعودية للمهرجان هذا العام تأتي بعد انقطاع طويل وتمثل فرصة مهمة تختلف عن سابقاتها، وذلك بسبب التغيرات الكبيرة التي شهدتها السعودية في مجال المسرح.
وأشار الباز: وضع المسرح في السعودية تغير بشكل كبير مقارنة بالماضي، وقديماً لم تكن هناك إمكانات كافية لدعم المسرح، واليوم، تتوافر العديد من الإمكانات مثل الجامعات التي تدرس المسرح، وبرامج الابتعاث، والأكاديميات، وحاضنات الأعمال، ومسرعات الأعمال، مما يسهم في تطوير المشهد المسرحي بشكل ملحوظ.
وأضاف: هناك العديد من الجهات التي تدعم المسرح اليوم، مثل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء” الذي قدّم مؤخراً مهرجان مسابقات المسرح القصير، ودور الجمعيات والمؤسسات الثقافية في دعم المسرح، حيث قامت جمعية الثقافة في الدمام بتنظيم مهرجان مسرحي، حيث تعكس هذه الجهود الرهان على المسرح كمجال ثقافي وفني متجدد.
يذكر أن المهرجان يستمر لمدة ثمانية أيام، ابتداءً من 10 سبتمبر حتى 17 سبتمبر، في مدينة الرياض بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، حيث سيُعرض ستة عروض مسرحية بالإضافة إلى عدد من ورش العمل.